"وُلِد عالم المصريَّات الألماني يان أسمان Jan Assmann في 7 يوليو 1938. درس عِلم المصريَّات، علم الآثار الكلاسيكية والدراسات اليونانية في ميونخ، هايدلبرج، باريس. كان أستاذَ عِلم المصريَّات في جامعة هايدلبرج من 1976 إلى 2003، ويعمل الآن في جامعة كونستانس. بالإضافة لذلك، فهو يعمل أستاذًا زائرًا في باريس، القدس، والولايات المتحدة الأمريكية. وقد ألَّف عِدَّة كتب ومقالات عن الديانة والتاريخ والأدب والفن المصري. تُرجمت له مجموعة من الكتب الهامَّة إلى العربية، مثل: "التمييز الموسوي"، "الذَّاكرة الحضارية"، "ماعت- مصر الفرعونية وفكرة العدالة الاجتماعية". يتمتَّع يان أسمان باحترامٍ وتقديرٍ عالَميٍّ، وقد حصل على كثير من الجوائز وألقاب الدكتوراه الفخرية، من أهمها حصوله -وزوجته، أستاذة الفلسفة أليدا أسمان عام 2018- على جائزة الكتاب للسلام لتجارة الكتب في معرض الكتاب الدولي للكتاب في مدينة فرانكفورت الألمانية. فضلًا عن ذلك فهو عضوٌ في المعهد الألماني للآثار، وأكاديمية هايدلبرج للعلوم والعلوم الإنسانية، والأكاديمية الأوروبية للعلوم والآداب"
"هل يُدَعِّم الدِّينُ الخَيالاتِ والأَوهامَ الضَّروريَّةَ للحياة؟ أَمْ أَنَّ الاحتياجَ إليها هو الَّذي يُؤدِّي إلى ظاهِرَة "ازدواجيَّة الدِّين"؟ يُقدِّم عالِمُ المِصريَّاتِ البارِزُ "يان أسمان" في هذا الكِتابِ الموسوعيِّ الهامِّ نَظرَةً عامَّةً، ولكِنَّها عَميقَةٌ على مَوضوعِ "ازدواجِيَّة الدِّين"، حيثُ يَبدَأ رحلَتَه بالعَودَةِ إلى لاهوت قُدَماء المصريِّين، الَّذين اتَّسَمَ الدِّينُ عندَهم بالازْدواجِيَّة بين دينِ النُّخبَة وبَينَ دينِ الشَّعب، وهو التَّصوُّر الَّذي أَثَّر على الأَديانِ القَديمَةِ بشَكلٍ عامٍّ، حيثُ كان لها دائِمًا: وَجهٌ خارجيٌّ (وَجهُ الدِّينِ الرَّسميِّ) ووَجهٌ داخِليٌّ (الَّذي يَشمَلُ الطَّبيعةَ الغامِضَةَ للتَّجرِبَة الدِّينيَّة الخاصَّة). ثم يُكمِلُ "أسمان" رِحلَتَه في التَّاريخ ويَنقلُنا إلى العَصرِ الحديث الَّذي شَهِدَ ولادَةَ فِكرَةِ ازْدُواجِيَّة الدِّين بينَ دينِ العَقلِ (دين الفلاسِفَة) من جِهَةٍ، ودينِ الوَحْيِ (دينِ الآباء) من جِهةٍ أُخرى. اكتَسبَ هذا المفهومُ أَهمِّيَّةً جديدةً في عصر التَّنويرِ عِندَما تَمَّ نَقلُ البنيَةِ المزدوَجَةِ للدِّين إلى الفَرد؛ مِمَّا يَجعَلُ الإنسانَ مَدينًا الآنَ بِوَلائِه ليسَ فَقَط لِدِينِه الأَصليِّ، ولَكِنْ أيضًا لـ "دينِ البَشَريَّة" العالَمِيِّ."